شخصيات وأعلام |
حرف الدال |
موسوعة الماركسية |
داروين، تشارلس روبرت (1809-1882) Darwin, Charles Robert عالم طبيعي انجليزي تعلم بجامعة كامبردج وأسس نظرية التطور التاريخي للعالم العضوي. وقد عمم المعرفة البيولوجية والمسائل العملية الخاصة بالزراعة في عصره، وزاد عليها بالمادة الواقعية الغزيرة التي حصل عليها من رحلته حول العالم (1831-1836) واشتق منها تطور الطبيعة الحية. وقد أقام في كتابه "أصل الأنواع عن طريق الانتخاب الطبيعي أو حفظ الأجناس المنفصلة في الصراع من أجل الحياة" (1859) القضايا الأساسية لنظرية التطور. وفي عام 1868 شرح داروين أصل الحيوانات المستأنسة والنباتات بالانتخاب الصناعي في "تنوع الحيوانات والنباتات في ظل عملية الاستئناس". وفي كتابه "سلالة الإنسان والانتخاب بالنسبة للجنس" (1871) قدم عرضا عمليا لانحدار الانسان من الأسلاف الحيوانية. وعلى أية حال كان انجلز هو الذي كشف عن العلل الاجتماعية التي تضع الانسان خارج العالم الحيواني، وهذه العلل هي العمل والكلام المتماسك والقطيع البدائي. وكانت النظرة العامة الكلية لداروين مادية. لقد كان مفكرا جدليا تلقائيا، وكان ملحدا. غير أن طريقته في التفكير لها حدودها البورجوازية المميزة. وقد ساهمت أعماله مساهمة كبيرة في ظهور البيولوجيا العلمية والكفاح ضد المثالية واللاهوت والميتافيزيقا وساعدت في تأسيس العلم الطبيعي على المادية الجدلية.
|
ديكارت، رينيه (1596 - 1650) Descartes, René فيلسوف فرنسي وعالم رياضي وفيزيائي وعالم فسيولوجيا. درس في الكلية اليسوعية في لافليش. وبعد أن أدى فترة تجنيده العسكرية استقر في هولندا، الدولة الرأسمالية الأولى في عصره، حيث كرس نفسه للبحث العلمي والفلسفي المنعزل. ولما اضطهده اللاهوتيون الهولنديون إنتقل إلى السويد (1649) حيث مات. وترتبط فلسفة ديكارت بنظريته في الرياضيات، وعلم نشأة الكون، والفيزياء. واحد من مؤسسي الهندسة التحليلية. وفي الميكانيكا نوه بنسبية الحركة والسكون، وصاغ القانون العام للفعل والفعل المضاد، والقانون القائل بأن كم حركة جسمين غير مرنين هو نفسه خلال التصادم كما كان قبله. وهو في علم نشأة الكون وضع مصادرة هي الفكرة الجديدة عن التطور الطبيعي للنظام الشمسي. وقد اعتقد أن دورات الجسيمات هي الشكل الرئيسي لحركة المادة الكونية، وأنها تحدد بناء العالم وأصل الاجرام السماوية. وقد أعطت فرضيته دفعة لتقدم الجدل، برغم أن النمو عنده كان لا يزال مفهوما آليا. ورأي ديكارت في المادة أو الجوهر المتجسد قام على بحوثه الرياضية والفيزيائية. فقد وحد ديكارت بين المادة والامتداد أو المكان. وافترض أن الامتداد وحده لا يعتمد على أي عنصر ذاتي، وأنه مشروط بالخواص الضرورية للجوهر المتجسد. ومهما يكن فإن النزعة الثنائية ترتبط بفيزياء ديكارت المادية. وقطع بأن العلة المشتركة للحركة هي الله. لقد خلق الله المادة مع الحركة والسكون، واحتفظ بالكم نفسه للحركة والسكون في المادة. وجاء مذهب ديكارت في الانسان ثنائيا بالمثل. فقد آمن بأن هناك آلية جسمانية لا نفس فيها ولا حياة، تتحدد في الانسان بنفس مريدة وعاقلة. والجسم والنفس المتغايران يتفاعلان عن طريق عضو خاص هو ما يسمى بالغدة الصنوبرية. ووضع ديكارت في مجال علم الفسيولوجيا بناء ردود الأفعال الحركية، وتعد هذه وصفا من أقدم أوصاف الأفعال المنعكسة. ومهما يكن فإن فسيولوجيا ديكارت المادية تتعارض مع أفكاره عن النفس اللامادية. ففي مقابل الجسم الذي تكمن ماهيته في الامتداد، تقوم ماهية النفس في الفكر. وقد اعتبر ديكارت أن الحيوانات لا تزيد عن آلة متطورة خالية من النفس والقدرة العقلية. وقد حدد ديكارت، على غرار فرانسيس بيكون الغاية القصوى للمعرفة بأنها تحكم الانسان في قوى الطبيعة، واكتشاف واختراع الأجهزة الفنية، وادراك العلل والمعلولات وتحسين ماهية الانسان. والانسان « كي يحقق هذه الغاية عليه أن يرفض الإيمان بأي شيء؛ إلا أن تثبت البرهنة عليه بشكل كامل ». ولا يتضمن عدم الإيمان هذا أن الوجود كله لا يمكن معرفته، بل هو منهج لاكتشاف البداية الأصلية غير المشروطة في المعرفة التي حددها ديكارت بأنها « أنا أفكر إذن أنا موجود ». وقد استخدم ديكارت هذه الصيغة لاستنباط وجود الله ثم استنباط واقعية العالم الخارجي. وكان ديكارت في مبحث المعرفة مؤسس المذهب العقلاني الذي صدر عن فهمه الأحادي الجانب للطبيعة المنطقية للرياضيات. فقد اعتقد ديكارت أن الطبيعة العامة والضرورية للمعرفة الرياضية مستمدة من طبيعة المخ. ومن ثم نسبت قوة خاصة في فعل المعرفة إلى الاستنباط القائم على البديهيات الصادقة المستوعبة بشكل حدسي. وكان لمذهب ديكارت في الصدق المباشر للوعي الذاتي وللأفكار الفطرية (التي أدرج ضمنها فكرته عن الله وعن الجوهرين الروحاني والجسماني) تأثير لاحق على المدارس المثالية، التي تعرضت لهجوم شديد من جانب الفلاسفة الماديين. ومن جهة أخرى فإن رأي ديكارت، المادي في جوهره، عن الطبيعة ونظريته في تطور الطبيعة، وعلم النفس الفسيولوجي المادي عنده، ومنهجه المادي المعادي للاهوت، قد أثرت جميعا في النظرة الشاملة المادية للعالم. من مؤلفاته الرئيسية: "مقال في المنهج" (1637) و"مبادئ الفلسفة" (1644).
|