أليكساندرا كولنتاي

تقرير كولونتاي أمام المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية

(موسكو 22 حزيران - 12 تموز 1921)


هذا التقرير والمقررات المستخلصة من مقتطف من محاضر المؤتمرين الثالث والرابع للأممية الشيوعية ( الكومنترن )
التحويل الرقمي: علي بطحة (ديسمبر 2022)


1 - موضوعات للدعاية بين النساء
2 - أساليب العمل بين النساء
3 - العمل السياسي للحزب بين النساء في بلدان النظام السوفياتي
4 - العمل السياسي للحزب بين النساء في البلدان الرأسمالية
5 - العمل السياسي للحزب بين النساء في البلدان المتخلفة اقتصاديا (الشرق)
6 - تنظيم القطاعات النسائية
7 - العمل على الصعيد العالمي
8 - قرار حول العلاقات بين النساء الشيوعيات في العالم وبين الأمانة العامة النسائية للأممية الشيوعية
9 - قرار حول أشكال وأساليب العمل الشيوعي بين النساء


1 - موضوعات للدعاية بين النساء

أ - مبادئ عامة:

إن المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية، بالاشتراك مع المجلس العالمي للنساء الشيوعيات، يقر رأي المؤتمرين الأول والثاني، المتعلق بضرورة قيام الأحزاب الشيوعية في الغرب والشرق، بتعزيز العمل بين البروليتاريا النسائية، وبخاصة التربية الشيوعية للجماهير الواسعة من العاملات، اللواتي ينبغي جرّهن إلى النضال من أجل سلطة السوفياتات ومن أجل تنظيم الجمهورية العمالية السوفياتية.

لقد أصبحت ديكتاتورية الطبقة العاملة، بالنسبة للبروليتاريا في العالم أجمع، وبالتالي بالنسبة للعاملات، مسألة رئيسية.

يسير الاقتصاد الرأسمالي في طريق مسدود. فالقوة المنتجة لم تعد قادرة على التطور في إطار النظام الرأسمالي. وعجز البورجوازية عن إعادة الحياة إلى الصناعة، وبؤس الجماهير الكادحة المتعاظم وتفشي المضاربات وتفسخ الإنتاج، كل هذا يؤدي إلى انتعاش الصراع الطبقي في جميع البلدان. وفي هذا الصراع تبرز مسألة معرفة من يدير عملية الإنتاج: أحفنة من البورجوازيين والمستثمرين وعلى أسس الرأسمالية والملكية الخاصة، أم طبقة المنتجين الحقيقيين وعلى أسس الشيوعية ؟

يجب على الطبقة الجديدة الصاعدة، طبقة المنتجين الحقيقيين، وفقا لقوانين التطور الاقتصادي، أن تستولي على وسائل الإنتاج وأن تخلق الأشكال الاقتصادية الجديدة، فبهذا فقط تستطيع القوى المنتجة أن تعطي الحد الأقصى من مردوده، بينما تمنع فوضى الإنتاج الرأسمالي هذه القوى حتى من إعطاء المردود المؤهلة له أساسا. وطالما أن السلطة هي في حوزة البورجوازية، تبقى البروليتاريا عاجزة عن تقويم الإنتاج. ولا يمكن لأي إصلاح أو تسوية تقوم بها الحكومة الديمقراطية أو الاشتراكية في البلدان البورجوازية أن تنقذ الوضع وأن تخفف من آلام الشغيلة، لأن هذه الآلام هي نتيجة طبيعية لانهيار النظام الرأسمالي، وهذه الآلام ستبقى ما بقيت السلطة في أيدي البورجوازية، واستيلاء البروليتاريا على السلطة وحده سيمكن الطبقة العاملة من السيطرة على وسائل الإنتاج، ومن ضمان إمكانية توجيه الاقتصاد وفقا لمصلحتها الخاصة.

لكي تقرب البروليتاريا ساعة اللقاء الحاسم مع العالم البورجوازي المحتضر، عليها أن تلتزم بحزم بالتكتيك الصارم الذي أوصت به الأممية الثالثة. إن الأمر الأساسي الذي ينبغي أن يكون في صميم جدول أعمال الشيوعيين هو تحقيق ديكتاتورية البروليتاريا، فهذا الأمر هو الهدف الذي على أساسه تتحدد طرق عمل الشيوعيين من الجنسين وخط سلوكهم.

وانطلاقا من أن النضال من أجل ديكتاتورية البروليتاريا هو في صميم جدول أعمال الشيوعيين في جميع الدول الرأسمالية، ومن أن بناء الشيوعية هو المهمة الراهنة في البلدان التي وصلت فيها البروليتاريا إلى السلطة، يؤكد مؤتمر الأممية الثالثة على أن استلام السلطة من قبل البروليتاريا، ثم تحقيق الشيوعية، لا يمكن أن يتم دون الدعم النشيط والفعال الذي تقدمه الجماهير النسائية البروليتارية وشبه البروليتارية.

من جهة أخرى يلفت المؤتمر انتباه النساء إلى أن المحاولات الرامية إلى تحرير المرأة ومساواتها الكاملة بالرجل لا يمكنها أن تصادف النجاح دون أن تحظى بدعم الأحزاب الشيوعية.

- ب -

إن مصلحة الطبقة العاملة تفرض انضمام النساء إلى صفوف البروليتاريا المنظمة والمكافحة في سبيل الشيوعية، وهي تفرض هذا الأمر بقدر ما تصبح أزمة الاقتصاد الرأسمالي أكثر حدة وأقل قابلية للتصحيح في نظر التجمعات الفقيرة في المدينة والريف. وبقدر ما تطرح الثورة الاجتماعية كأمر لا مناص منه أمام الطبقة العاملة في البلدان الرأسمالية، تطرح أمام الشعب الكادح في روسيا السوفياتية، مهمة إعادة بناء الاقتصاد الوطني على أسس جديدة، أي على أسس الشيوعية. ويصبح تحقيق هاتين المهمتين أكثر سهولة عندما تأخذ المرأة فيهما دورا أكثر فاعلية ووعيا وإرادة.

- ج -

عندما تطرح مسألة الاستيلاء على السلطة بشكل مباشر، على الأحزاب الشيوعية أن تعرف كيف تميز بوضوح الخطر الكبير الذي تمثله في الثورة جماهير المستخدمين والعمال الخاملين والفلاحين الرازحين تحت تأثير الكنيسة والمفاهيم البرجوازية، والذي لا توجد أية روابط بعد بينهم وبين الشيوعيين. إن الجماهير النسائية في الشرق والغرب والموجودة بمنأى عن حركة الشيوعيين تشكل بالتأكيد مرتكزا للبرجوازية وحيزا لها تبث فيه دعايتها المعادية للثورة. إن تجربة الثورة المجرية حيث لعب تخلف وعي الجماهير النسائية دورا محزنا للغاية، يجب أن تظل ماثلة أمام بروليتاريا جميع البلدان المتخلفة والواقفة على أبواب الثورة الاجتماعية.

إن التجربة العملية التي خاضتها الجمهورية السوفياتية قد أظهرت الأهمية الكبرى لمشاركة العاملة والفلاحة في الدفاع عن الجمهورية أثناء الحرب الأهلية أكثر مما أظهرتها في مجالات الإدارة السوفياتية. ونفهم أهمية الدور الذي لعبته جماهير العاملات والفلاحات في بناء الجمهورية السوفييتية عندما نطلع على نشاطهن في مجالات تنظيم الدفاع، وفي تدعيم مؤخرة الجيش وفي النضال ضد القحط وفي أعمال التخريب والنسف وغير ذلك...

إن تجربة الجمهورية السوفياتية يجب أن تستوعب وأن يستفاد منها في البلدان الأخرى. إن المهمة الراهنة الملقاة على عاتق الأحزاب الشيوعية تستخلص في الأمور الآتية: إيصال تأثير الحزب الشيوعي إلى أوسع التجمعات النسائية وذلك بواسطة لجان خاصة يشكلها الحزب وبواسطة الأساليب الخاصة التي تمكن من مخالطة النساء وإخراجهن من المجالات التي تتأثر بنشاط الأحزاب المؤتلفة مع البورجوازية وذلك لجعلهن مناضلات حقيقيات من أجل تحرير المرأة الكامل.

- د -

إن المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية عندما يضع على عاتق الأحزاب الشيوعية في الشرق والغرب مهمة تعزيز نشاط الحزب في صفوف البروليتاريا النسائية يظهر في الوقت نفسه لعمال العالم أجمع أن تحريرهم من الظلم المزمن ومن العبودية واللامساواة لا يمكن أن يتحقق إلا بانتصار الشيوعية. إن ما تقدمه الأحزاب الشيوعية للمرأة في مطلق حالة من الحالات، تعجز عن تقديمه الحركة النسائية البرجوازية، وتنتفي تماما كل إمكانية لتحرير المرأة طالما بقيت سيطرة رأس المال والملكية الخاصة قائمة.

إن القانون الانتخابي الذي يعطي للمرأة حقها بالتصويت، لا يلغي عبوديتها في المجتمع والأسرة، كما أنه لا يقدم حلا لمشكلة العلاقات القائمة بين الجنسين. إن المساواة الحقيقية وليست الشكلية بين المرأة والرجل لا تقوم إلا في إطار نظام تكون فيه المرأة العاملة سيدة وسائل الإنتاج والتوزيع ومساهمة في إدارة هذه الوسائل تعمل في نفس الظروف التي يعمل فيها سائر أعضاء المجتمع العامل. بكلام آخر لا يمكن للمساواة أن تتحقق إلا بقلب النظام الرأسمالي وإحلال الأشكال الشيوعية محل الأشكال الرأسمالية.

إن الشيوعية وحدها هي التي ستخلق ظروفا لا تكون فيها الأمومة الوظيفة الطبيعية للمرأة في حالة تناقض مع ما تفرضه تعقيدات المجتمع، وفي ظروف الشيوعية سوف لن يكون هناك ما يحول دون مساهمة المرأة في العمل المنتج لصالح الجماعة، ولكن الشيوعية هي الهدف النهائي للبروليتاريا، وبالتالي فإن نضال العامل والعاملة من أجل هذا الهدف المشترك، ينبغي له أن يستمر مشترك، وأن لا يحدث فيه أي انفصام وذلك لمصلحة الطرفين.

- هـ -

إن المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية يؤكد صحة المبادئ الأساسية للماركسية الثورية والتي لا توجد بموجبها مشاكل « نسائية خاصة » ويعتبر أن كل صلة تقيمها المرأة العاملة مع النزعة النسوية البرجوازية وكل اعتماد من قبلها على المساومة الصريحة الخيانة، التي يمارسها الاشتراكيون-الائتلافيون والانتهازيون تضعف من قوة البروليتاريا وتؤخر الثورة الاجتماعية وتمنع في الوقت ذاته تحقيق الشيوعية وبالتالي تحول دون تحرير المرأة.

إن بلوغ المجتمع الشيوعي لا يتسم إلا باتحاد كل المستثمرين، وليس باتحاد القوى النسائية في الطبقتين المتناحرتين. إن جماهير البروليتاريا النسائية عليها أن تستوعب التكتيك الثوري للحزب الشيوعي، وأن تأخذ القسط الأكثر فعالية والأكثر تأثيرا على نشاط الجماهير في الحرب الأهلية بجميع أشكالها ومظاهرها.

- و -

إن نضال المرأة للتخلص من الاضطهاد المزدوج، اضطهاد الرأسمالية والخضوع المطلق للأسرة وللخدمات المنزلية، ينبغي له أن يأخذ في المرحلة القادمة من مراحل تطوره صفة عالمية، وذلك بتحوله على نضال تشنه البروليتاريا من الجنسين بهدف تحقيق ديكتاتورية البروليتاريا والنظام السوفياتي وتحت لواء الأممية الثالثة.

- ز -

إن المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية، عندما يحض عاملات العالم ضد كل شكل من أشكال التعاون والتحالف مع النسوية البرجوازية يعلمهن سلفا أن كل اعتماد من قبلهن على الأممية الثانية أو على العناصر الانتهازية القريبة منها لا بد إلا وأن يجر أفدح الأخطاء على حركتهن. وعلى النساء أن يتذكرن أن جميع بذور عبوديتهن ممتدة في جسم النظام البرجوازي، ولكي يتخلص من هذه العبودية ينبغي الوصول إلى نظام اجتماعي جديد.

إن التمسك بالأمميتين الثانية والثانية والنصف وبالجماعات المماثلة لها يؤدي إلى شل مسيرة الثورة، وبالتالي يمنع عملية التحول الاجتماعي بتأجيل ساعة تحرير المرأة.

وبقدر ما يكون ابتعاد الجماهير النسائية عن الأمميتين الثانية والثانية والنصف جسديا يكون انتصار الثورة الاجتماعية أمرا مضمونا. إن واجب النساء الشيوعيات هو إدانة المشككين بالتكتيك الثوري الذي تتبعه الأممية الثالثة، وإبعاد هؤلاء المشككين عن الصفوف المتراصة للأممية الشيوعية.

وعلى النساء أن يتذكرن دائما أن الأممية الثانية لم تفكر بتاتا في إيجاد لجان غايتها النضال من أجل تحرير المرأة، أما بالنسبة للاتحاد العالمي للنساء الاشتراكيات، فقد تكوّن هذا الاتحاد بمبادرة العاملات الخاصة وخارج إطار الأممية الثانية.

لقد حددت الأممية الثالثة مند مؤتمرها الأول عام 1919 موقفها من مسألة اشتراك النساء في النضال من أجل ديكتاتورية البروليتاري، فقد عقد بمبادرة الأممية الثالثة وبمشاركتها المؤتمر الأول للنساء الشيوعيات. وفي عام 1920 تأسست الأمانة العامة العالمية للدعاوة بين النساء، وتقرر تمثيلها الدائم في اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية. إن واجب العاملات الواعيات في كل البلدان هو قطع الصلة مع الأمميتين الثانية والثانية والنصف والإصرار بحزم على السياسة الثورية للأممية الثالثة.

- ح -

إن الدعم الذي ستقدمه جماهير العاملات والمستخدمات للأممية الثالثة يجب أن يتمثل أولا بانضمامهن إلى صفوف الأحزاب الشيوعية في بلدانهن. أما في البلدان والأحزاب التي لم ينته فيها الصراع بعد بين الأممية الثالثة والأممية الثانية، فإن واجب العاملات هو تقديم الدعم للحزب أو للفريق الذي يؤيد سياسة الأممية الثالثة، وأن يناضلن أيضا دون هوادة ضد العناصر الخائنة والمترددة. إن البروليتاريات الواعيات والمناضلات في سبيل تحررهن لا ينبغي لهن البقاء داخل الأحزاب غير المنتمية إلى الأممية الثالثة.

إن كل عدو للأممية الثالثة هو عدو لتحرير المرأة.

إن واجب كل عاملة واعية في الشرق والغرب هو الانتظام تحت الراية الثورية التي ترفعها الأممية الثالثة. إن كل تردد من قبل العاملات في قطع العلاقات مع الجماعات الانتهازية أو مع السلطات المعروفة يؤخر انتصار البروليتاريا على صعيد معركة الحرب الأهلية التي تأخذ شكل حرب أهلية عالمية.

2 - أساليب العمل بين النساء

انطلاقا من المبادئ التي سبق ذكرها يقرر المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية أن على الأحزاب الشيوعية في كل البلدان أن تعمل في صفوف البروليتاريا النسائية وعلى الأسس التالية:

1 - الانطلاق من المساواة التامة في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة داخل الحزب والتنظيمات البروليتارية الأخرى (نقابات، تعاونيات، مجالس قدماء في المصانع).

2 - الأخذ بعين الاعتبار لأهمية مشاركة المرأة في كل أشكال نضال البروليتاريا (ومن ضمنها الكفاح المسلح) وأهمية تعريفها على الأسس الجديدة للمجتمع وعلى أشكال تنظيم الإنتاج بحسب المبادئ الشيوعية.

3 - النظر إلى الأمومة باعتبارها وظيفة اجتماعية والقيام بتطبيق كل الإجراءات الكفيلة بحماية المرأة بوصفها أماً.

إن المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية بوقوفه ضد كل شكل من أشكال إقامة تنظيمات خاصة بالنساء داخل الحزب والنقابات والتجمعات، يعرف كم هو ضروري بالنسبة للأحزاب الشيوعية اتباع أساليب خاصة للعمل بين النساء، ويقدر فائدة إنشاء لجان خاصة لهذا العمل داخل كل حزب شيوعي. من هنا يجد المؤتمر نفسه مقودا بالاعتبارات التالية:

أ - استعباد المرأة داخل الأسرة ليس خاصا بالمجتمعات البرجوازية الرأسمالية بل إنه موجود أيضا في البلدان التي يسود فيها النظام السوفياتي وذلك أثناء مرحلة الانتقال من الرأسمالية إلى الشيوعية.

ب - القصور الذاتي الكبير والتأخر السياسي للجماهير النسائية هي نواقص تفسر كنتائج للابتعاد المزمن للمرأة عن الحياة الاجتماعية ولاستعبادها داخل الأسرة.

ج - الوظائف التي فرضتها الطبيعة نفسها على المرأة وما يستتبعها من خصوصيات، يضاف إلى ذلك حاجتها إلى حماية ورعاية صحية أكبر لما فيه مصلحة المجتمع ككل.

إن الأجهزة الخاصة بالعمل بين النساء يجب أن تكون قطاعات أو لجان ملحقة بكل هيئات الحزب ابتداء من اللجنة المركزية وانتهاء بلجان المناطق والضواحي. وهذا القرار هو إجباري بالنسبة لكل الأحزاب المنتمية إلى الأممية الشيوعية.

إن المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية يطلب من الأحزاب الشيوعية أن تنفذ بواسطة لجانها الخاصة بالعمل بين النساء المهمات التالية:

1 - تربية أوسع الجماهير النسائية بالروح الشيوعية وجر هذه الجماهير إلى صفوف الأحزاب الشيوعية.

2 - محاربة الأحكام المسبقة التي تطلقها النساء على جماهير البروليتاريا من الرجال، وذلك بتعزيز فكرة التضامن بين العاملات والعمال بما فيه مصالح البروليتاريا من الجنسين.

3 - تقوية إرادة المرأة باستخدامها في كل أشكال ومظاهر الحرب الأهلية وإيقاظ حيويتها بإشراكها في النشاطات الجماهيرية وفي النضال ضد الاستثمار الرأسمالي في البلدان البرجوازية ضد غلاء المعيشة، أزمة السكن، البطالة، وبإشراكها أيضا في تنظيم الاقتصاد الشيوعي، وبشكل عام في كافة أوجه النشاط في الجمهوريات السوفياتية.

4 - وضع المسائل المتعلقة بحرية المرأة، وبرعايتها كأم، وضعها بشكل دائم في جدول أعمال الحزب والمؤسسات التشريعية.

5 - النضال ضد تأثير التقاليد والعادات البرجوازية والكنيسة بقصد إفساح الطريق أمام إقامة علاقات أكثر سموا وانسجاما بين الجنسين.

إن عمل جميع اللجان النسائية يجب أن يتم تحت الإشراف المباشر لهيئات الحزب وعلى مسؤولية هذه الهيئات.

ينبغي أن يوجد بقدر الإمكان رفاق من الذكور بين أعضاء اللجان العاملة في صفوف النساء، حيث يكون للأحزاب الشيوعية وجود علني أو شبه علني، على هذه الأحزاب أن تشكل جهازا للعمل بين النساء وأن يكون هذا الجهاز سريا ومرتبطا بالجهاز السري العام للحزب، وفي هذا الجهاز كما في كل جهاز علني، على كل لجنة أن تضم رفيقة تكون مهمتها توجيه الدعاية السرية بين النساء.

في المرحلة الراهنة يجب أن تكون النقابات، والاتحادات المهنية المجال الرئيسي لعمل الشيوعيين بين النساء، وذلك بالنسبة للبلدان التي لم تتخلص بعد من نير الاستثمار الرأسمالي أكثر مما هو بالنسبة للبلدان التي تقام فيها جمهوريات العمال السوفييتية.

على العمل بين النساء أن يقوم تبعا للروحية التالية: وحدة بين الخط السياسي والتنظيم الحزبي. مبادرة حرة للجان والقطاعات في كل ما من شأنه أن يعطي للمرأة تحررها ومساواتها. ولكن هذا الأمر لا يتم إلا بنشاط الحزب كله، فالمطلوب هنا تكميل جهود الحزب بنشاطات المرأة ومبادراتها الخلاقة وليس بإيجاد موازاة بين الحزب وبين لجان العمل النسائي.

 

3 - العمل السياسي للحزب بين النساء في بلدان النظام السوفياتي

إن دور القطاعات النسائية في الجمهوريات السوفياتية هو تربية الجماهير النسائية بروح شيوعية بجر هذه الجماهير إلى صفوف الحزب الشيوعي ويتجلى هذا الدور أيضا في تنمية نشاط ومبادرة المرأة بجرها إلى العمل في بناء الشيوعية وبجعلها مدافعة صلبة عن الأممية الشيوعية.

على القطاعات أن تشرك المرأة في جميع مجالات التنظيم السوفياتي ابتداء من الدفاع العسكري عن الجمهورية وانتهاء بمجالات العمل الاقتصادي البالغة التعقيد. على القطاعات أن تسهر على تنفيذ مقررات المؤتمر الثالث لمجلس السوفيات والمتعلق بإشراك العاملات والفلاحات بتنظيم وبناء الاقتصاد الوطني بنفس المقدار الذي تسهر فيه على الأعضاء الذين يوجهون وينظمون ويديرون عملية الإنتاج. على القطاعات أن تتعاون في إعداد القوانين الجديدة وفي إدخال التعديلات على القوانين السارية وفقا لاحتياجات التحرر الفعلي للمرأة. وعليها أيضا أن تراقب وتختبر المبادرات الخاصة بهدف تطوير التشريعات التي تحمي حقوق المرأة. على القطاعات أن تشحذ أكبر عدد ممكن من العاملات والفلاحات في حملات انتخاب مجالس السوفييت وأن تأخذ بعين الاعتبار أن عددا من العاملات والفلاحات ينبغي انتخابهن في مجالس السوفييت واللجان التنفيذية.

ومن المهمات الملقاة على عاتق القطاعات تحسن ظروف العمل للنساء والتخصص في هذا العمل بنشر التعليم المهني الذي يزيل كثيرا من الصعوبات التي تعترض العاملات والفلاحات في عملهن.

وعلى القطاعات أن تسعى دائما لإدخال النساء إلى منظمات حماية العمل وأن تسعى أيضا لتعزيز نشاط منظمات رعاية الأمومة والطفولة.

وستسعى القطاعات لتطوير شبكة المنشآت العامة كدور الأيتام ومراكز غسل وتنظيف الألبسة، ومشاغل تصليح السلع والأدوات المختلفة وبهذا تكون المؤسسات الجديدة والقائمة على أسس الشيوعية قد خففت عن المرأة بعضا من حمل المرحلة الانتقالية وقدمت لها استقلالها المادي وجعلت منها مشاركة في خلق الأشكال الجديدة للحياة بعد أن كانت مجرد خادمة وعبدة للأسرة.

على القطاعات أن تسعى لتسهيل تثقيف أعضاء النقابات من النساء بروح الشيوعية وذلك بواسطة منظمات العمل النسائي التي تشكل أجزاء من الحزب داخل النقابات نفسها وستحرص القطاعات أيضا على حضور العاملات الملتزم لاجتماعات ممثلي عمال المصانع والمعامل.

وستقوم القطاعات بتوزيع ممثلي الحزب كمتمرنين على جميع فروع العمل: السوفياتات، الاقتصاد الوطني، النقابات.

4 - العمل السياسي للحزب بين النساء في البلدان الرأسمالية

إن الظروف الموضوعية هي التي تحدد المهمات المباشرة للجان العمل النسائي. وتتميز هذه الظروف بانهيار الاقتصاد العالمي واشتداد حدة البطالة وتضاؤل الحاجة إلى الأيدي العاملة النسائية وما يتبع ذلك من انتشار البغاء بين النساء، وهناك أيضا غلاء المعيشة وأزمات السكن وخطر نشوب حرب إمبريالية، يضاف إلى ذلك قيام الإضرابات المطلبية بشكل متواصل في جميع البلدان الرأسمالية والاتساع المستمر للرقعة التي يغمرها الجو الخانق للحرب الأهلية حتى تشمل العالم أجمع.

إن لجان العمل النسائي بمقاومتها لفصل المرأة عن الرجل ولاعتبار خصوصية وضع المرأة، ستسعى ليس فقط لاعتبارها مساوية في الحقوق والواجبات للرجل داخل الحزب والنقابات والتنظيمات العمالية الأخرى، بل أيضا لإيصالها عن طريق الانتخاب، إلى الهيئات القيادية في هذه التنظيمات.

إن حصول المرأة على بعض حقوقها لا يعني تحررها الكامل، ولكنه يؤدي إلى إضعاف الاستثمار الرأسمالي الذي تعاني منه، لذلك فإن الحزب الشيوعي ولجان العمل النسائي ستسعى في الوقت الذي تطرح فيه نظام السوفيات كبديل للبرلمانية، إلى تمكين العاملات والفلاحات من ممارسة حقوقهن الانتخابية حتى في الانتخابات البرلمانية وغيرها من الانتخابات الأخرى.

وعلى اللجان أن تبذل غاية الجهد في سبيل تمكين العاملات والمستخدمات والفلاحات من القيام بدور فعال وواع في انتخابات السوفياتات، وفي انتخاب ممثلي العمال في المصانع، وعليها أيضا أن تجهد في إيقاظ النشاط السياسي عند الخادمات وفي نشر فكرة السوفياتات خصوصا بين الفلاحات.

وعلى اللجان أن تكرس أكبر قسط من انتباهها لتنفيذ مبدأ الأجر المتساوي للعمل المتساوي ولكي تتمكن اللجان من جمع النساء حولها لا بد لها من إشعار المرأة بقيمتها الفعلية عن طريق محاضرات مبسطة ومفهومة من الجميع. على اللجان أن تحرص على إشراك النساء الشيوعيات في المؤسسات التشريعية والمجالس البلدية بهدف نشر سياسة الحزب الثورية في هذه المؤسسات. وأثناء اشتراكهن في المؤسسات التشريعية والمجالس البلدية وغيرها من أجهزة الدولة البرجوازية، على الشيوعيات أن يتقيدن بحزم بمبادئ الحزب وتكتيكاته وعليهن أن لا ينهمكن في الركض وراء الإصلاحات التي يسمح بها النظام الرأسمالي من خلال طرحهن لمطالب الجماهير النسائية، بل عليهن من خلال هذا الطرح إيقاظ نشاط هذه الجماهير وتوجيهها في طريق الصراع الثوري من أجل دكتاتورية البروليتاريا.

على اللجان أن تبقى على اتصال وثيق مع الشيوعيين داخل البرلمانات والمجالس البلدية، وأن تتشاور معهم حول جميع المشروعات التي تتعلق بالنساء، وعليها أيضا أن تجمع النساء حول المطالب التي يطرحها الحزب الشيوعي والتي تدعو إلى تحسين وضع الطبقة العاملة، وذلك بتعريف النساء بالخصائص المتأخرة وغير الاقتصادية لنظام الخدمة المنزلية المنفصلة، وبمساوئ التربية البورجوازية التي ينشأ عليها الأطفال.

على اللجان أن تنشط عملية انضمام العاملات من أعضاء النقابات إلى صفوف الحزب وعلى قطاعات الحزب الموجودة في هذه النقابات أن تفصل لهذه الغاية أعضاء مهمتهم تنظيم العمل بين النساء، ويكون عملهم تحت الإشراف المباشر للحزب ولجانه المحلية.

على لجان العمل النسائي أن تقوم بالدعاوة بين أعضاء التنظيمات العمالية وأن توصل الأفكار الشيوعية إلى قيادات هذه التنظيمات عن طريق الشيوعيات اللواتي يتوصلن إلى دخولها وذلك نظرا لما لهذه التنظيمات من أهمية كبرى أثناء الثورة وبعدها.

إن الهدف الوحيد الذي ينبغي لعمل اللجان أن يسعى إلى تحقيقه هو تنمية النشاط الثوري للجماهير بغية الإسراع بتنفيذ الثورة الاجتماعية.

5 - العمل السياسي للحزب بين النساء في البلدان المتخلفة اقتصاديا (الشرق)

في البلدان ذات النمو الصناعي الضعيف على الحزب والقطاعات الحزبية النسائية أن تحصل على اعتراف بالمساواة الكاملة في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة، داخل النقابات والتنظيمات العمالية الأخرى.

وعلى القطاعات واللجان الحزبية النسائية أن تحارب التعصب والأخلاقيات والعادات التي يفرضها الدين على المرأة، وأن تقوم في سبيل ذلك بالدعاوة حتى في صفوف الرجال.

وعلى الحزب الشيوعي وقطاعاته ولجانه أن تطبق أحكام المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة في مجال تربية الأطفال والعلاقات العائلية وفي الحياة العامة.

على القطاعات أن تبحث عن مرتكزات لعملها قبل كل شيء بين جماهير الحرفيات اللواتي يعملن في منازلهن، والعاملات اللواتي يشتغلن في زراعة الأرز والقطن وغير ذلك، وأن تنشط بقدر الإمكان لإنشاء المشاغل الجماعية والتعاونيات الصناعية الصغيرة (بشكل خاص بين شعوب الشرق التي تعيش في أقاصي روسيا السوفييتية) وأن تسعى أيضا لتأسيس نقابات تضم العاملات الزراعية. إن رفع المستوى الثقافي للجماهير هو من أفضل الوسائل لمحاربة الروتين والتعصب الديني السائد في بلدان الشرق. لهذا على اللجان الحزبية أن تعمل على فتح المدارس أمام الكبار والصغار على السواء وأن تسهل عملية دخول النساء إلى هذه المدارس، هذا في بلدان الشرق السوفييتي، أما في البلدان البرجوازية فعلى اللجان النسائية أن تحرض بشكل مباشر ضد تأثير الفكر البرجوازي على المدارس والتعليم.

وفي إطار الدعاوة التي تقوم بها لجان الحزب النسائية وقطاعاته، لا بد من إقامة النوادي ودعوة العاملات إليها، وبشكل خاص أكثرهن تخلفا من الناحية الثقافية، وينبغي لهذه النوادي أن تكون بمثابة مراكز نموذجية للتثقيف والتعليم والتنظيم وقادرة على إبراز ما تستطيع المرأة عمله من أجل تحررها واستقلالها، ويمكن في هذا المجال إقامة وتنظيم (دور الحضانة، حدائق الأطفال والمدارس الابتدائية لتعليم الكبار). أما عند الشعوب التي لا تزال تعيش حياة البداوة فيمكن إقامة نواد متنقلة.

في البلدان ذات النظام السوفييتي على القطاعات الحزبية النسائية بالتعاون مع الأحزاب الشيوعية أن تسهل عملية الانتقال من الاشتراكية إلى الشيوعية بوضع المرأة أمام الحقيقة البديهية القائلة بأن وضعها كخادمة في العائلة مهما كانت الأشكال التي ارتداها هذا الوضع حتى الآن ليس بوسعه إلا أن يزيد من عبوديتها في حين أن العمل الجماعي يحررها نهائيا.
على القطاعات الحزبية النسائية في هذه البلدان أن تسهر أيضا على أن تضع في موضع التنفيذ التشريعات السوفياتية التي تساوي بين الرجل والمرأة، وتدافع عن حقوق الأخيرة. ومن أجل تحقيق هذا الهدف على القطاعات أن تفسح المجال أمام النساء للوصول إلى مناصب القضاة في المحاكم الشعبية.

كذلك على القطاعات أن تشرك النساء في انتخابات مجالس السوفييت وأن ترعى وصول العاملات والفلاحات إلى هذه المجالس وإلى اللجان التنفيذية. إن العمل في صفوف البروليتاريا النسائية في الشرق، يجب أن يقوم على أساس الصراع الطبقي ومن هنا ينبغي كشف عجز النسوية عن إيجاد حلول مختلف المشاكل التي تطرحها مسألة تحرير المرأة. وفي هذا المجال يمكن استخدام القوى الفكرية النسائية (المدرسات مثلا) لنشر التعليم في بلدان الشرق السوفييتي. وعلى لجان الحزب وقطاعاته أن تناضل علنا ضد تأثير الدين والنزعات الفوقية على النفوس وأن تتحاشى أثناء هذا النضال الصداقات الفجة والمفتقرة إلى الليونة مع المعتقدات الدينية والتقاليد القومية.

إن تنظيم العاملات في الشرق كما في الغرب لا ينبغي له أن يقوم على أساس الدفاع عن المصالح القومية، بل على أساس اتحاد البروليتاريا العالمية من الجنسين من أجل تحقيق المهمات المشتركة للطبقة العاملة.

نظرا للأهمية الكبرى التي يتمتع بها العمل مع نساء الشرق، ولكون هذا العمل يطرح قضايا جديدة كل الجدة أمام الأحزاب الشيوعية، فإن الغوص في تفصيلاته يجب أن يتم انطلاقا من معرفة خاصة بطرائق العمل التي تتلاءم مع ظروف بلدان الشرق. من هنا فإن معرفة طرائق العمل وأساليبه، يجب أن تتم جنبا إلى جنب مع معرفة موضوعات العمل.

أساليب التحريض والدعاوة، لكي تتمكن قطاعات العمل النسائي من إنجاز مهمتها الأساسية، أي تثقيف أوسع جماهير البروليتاريا النسائية بالثقافة الشيوعية، ومن ثم توسيع منظمات الحزب، لابد للأحزاب الشيوعية في الشرق والغرب من استيعاب المبدأ الأساسي لكل عمل بين النساء أي مبدأ « التحريض والدعاوة بالعمل ». والتحريض بالعمل يعني مثل كل شيء إطلاق مبادرة العاملات، والقضاء على عدم ثقتهن بقواهن الخاصة، ويتم ذلك بتوجيههن نحو النشاط العملي في مجالات التنظيم وغيرها من مجالات النضال، بهدف إقناعهن بحقيقة أن كل انتصار للحزب الشيوعي، وكل نشاط ضد الاستثمار الرأسمالي هو تقدم من شأنه تحسين وضع المرأة. من هنا يتضح الأسلوب الذي ستتبعه الأحزاب الشيوعية وقطاعاتها النسائية في عملها مع النساء: « من الممارسة العملية إلى المعرفة النظرية للمثل العليا للشيوعية ».

ولكي تكون القطاعات لجانا للعمل وليس لمجرد الدعوة الكلامية، عليها أن تركز على الخلايا الشيوعية الموجودة في الورش والمعامل، وأن توكل مهمة العمل بين عاملات هذه الورش وهذه المعامل إلى منظم خاص تأخذه من الخلايا التي سبق ذكرها.

إن نشر الفكر الشيوعي بالعمل يتم في روسيا السوفييتية بإدخال العاملة والفلاحة والمستخدمة إلى جميع التنظيمات السوفييتية ابتداء من الجيش والمليشيا وانتهاء بالمؤسسات الخاصة بتحرير المرأة كمؤسسات التغذية العامة ومؤسسات التوجيه الاجتماعي ومؤسسات رعاية الأمومة.. الخ، وهناك مهمة ذات أهمية خاصة ألا وهي إشراك العاملة في كل أشكال البناء الاقتصادي.

أما الدعاوة بالعمل فإنها تتم في البلدان الرأسمالية بجر العاملات إلى مختلف أشكال الإضرابات والتظاهرات والعصيانات المسلحة التي من شأنها أن تعمق الوعي الثوري عند العاملات كذلك يمكن أن تتم الدعاوة من خلال العمل السياسي بأشكاله المختلفة وخاصة العمل السري في دوائر الارتباط. ثم في تنظيم أيام السبت والأحد الشيوعية، حيث تعرف العاملة والمستخدمة كيف يمكنها بالعمل الطوعي أن تكون نافعة للحزب.

إن مبدأ إشراك النساء في الحملات السياسية والمطلبية التي ينظمها الحزب الشيوعي يؤدي إلى نفس النتائج التي تؤدي إليها الدعاوة بالعمل. لذلك على لجان الدعاوة التابعة للأحزاب الشيوعية أن توسع من مجالات نشاطها لتشمل أكثر الجماهير النسائية تعرضا للاستغلال في البلدان الرأسمالية ولتحرر أذهان بعض النساء في الجمهوريات السوفييتية من خرافات ومن مخلفات النظام الاجتماعي البائد. وعلى اللجان أن تهتم أيضا بحاجات وآلام ومطالب الحركة النسائية لأن هذا الاهتمام هو الذي يقنع النساء بأن الرأسمالية يجب أن تسحق كعدو لدود وبأن جميع الطرق يجب أن تمهد أمام الشيوعية كمحرر ومخلص بالنسبة لهن.

إن توجيه الدعاوة والتحريض بشكل منهجي يمكن أن يتم بقيام قطاعات العمل النسائي بإيجاد وتنظيم اتحادات عامة على مستوى ضاحية أو منطقة من مدينة وتضم المستخدمات والعاملات في شتى فروع الصناعة.

في التعاونيات والرابطات على العاملات الشيوعيات أن ينتخبن رفيقات مهمتهن التحريض والتنظيم في صفوف هذه التنظيمات. وعلى القطاعات في الجمهوريات السوفييتية أن تعمل من أجل انتخاب العاملات إلى مجالس المصانع وكل الهيئات الموكلة إليها مهمة إدارة ومراقبة وتوجيه عملية الإنتاج. باختصار ينبغي إيصال العاملات عن طريق الانتخاب إلى جميع التنظيمات والمؤسسات التي يمكن استخدامها في البلدان الرأسمالية أثناء استيلاء البروليتاريا على السلطة، وفي الجمهوريات السوفييتية لحماية ديكتاتورية البروليتاريا وبناء الشيوعية.

على اللجان أن تضع في المصانع الكبيرة، كعاملات ومستخدمات ممثلات عنها من النساء الشيوعيات المجربات، وأن تضع أيضا كما يحدث في الجمهوريات السوفييتية رفيقات مماثلات في المراكز والتجمعات البروليتارية الكبرى.

على القطاعات النسائية في البلدان الرأسمالية أن تحتذي بالحزب الشيوعي في روسيا السوفييتية الذي ينظم لممثلي العمال اجتماعات وندوات تلاقي بشكل دائم نجاحات منقطعة النظير وأن تقوم بدورها بتنظيم اجتماعات عامة للعاملات والشغيلات والفلاحات والمستخدمات تناقش فيها حاجات ومطالب المرأة الكادحة، وأن تنتخب لجانا خاصة كفوءة تماما لمتابعة هذه المطالب. وعلى القطاعات أيضا أن تعمق في هذه الاجتماعات البحث في المسائل التي تثار بينها وبين اللجان المنتخبة من قبل العاملات. بالإضافة إلى هذا على القطاعات أن ترسل خطباءها للاشتراك في المناقشات التي تجري في اجتماعات الأحزاب الغريبة عن الشيوعية. إن الدعاوة والتحريض من خلال الاجتماعات والنشاطات المشابهة يجب أن يتبعهما تحريض مبرمج ومطول داخل البيوت نفسها، فعلى كل شيوعية مكلفة بهذه المهمة أن تقوم بزيارات منتظمة لعشر نساء على الأكثر بمعدل زيارة على الأقل كل أسبوع ولدى كل عمل مهم يقوم به الحزب الشيوعي والجماهير البروليتارية.

وعلى القطاعات أن تنشر الأفكار الشيوعية بشكل مبسط وملائم بواسطة توزيع الكراسات والبيانات « المناشير » التي من شأنها أن تحث الجماهير النسائية وتوحدها. وعلى القطاعات أن تتأكد من قيام النساء الشيوعيات باستخدام مؤسسات الحزب ووسائل التوعية العائدة له بالطرق الأكثر فعالية وأن تقيم المحاضرات والمناقشات وتدعو إليها الشيوعيات المتخلفات نسبيا والنساء الكادحات اللواتي لا يزلن في أول عهدهن بالنشاط الثوري وذلك بهدف تعميق وعيهن وشحذ إراداتهن. ويمكن أن تقام للعاملات، دون العمال، سهرات للمطالعة والمناقشة وذلك في بعض الحالات الخاصة.

ومن المرغوب فيه، كي تنمو روح الرفاقية بين العامل والعاملة أن لا تقام للنساء الشيوعيات مدارس حزبية خالصة، إذ من المفروض أن تقدم موضوعات حول العمل بين النساء في كل مدرسة من مدارس الحزب. ويحق لقطاعات الحزب النسائية أن ترسل عددا من ممثليها للمساهمة في مناقشة الموضوعات التي يطرحها الحزب.

6 - تنظيم القطاعات النسائية

تنظم لجان للعمل النسائي إلى جانب لجان المناطق والمقاطعات وإلى جانب اللجنة المركزية للحزب. يحدد الحزب عدد أعضاء القطاع، ويتمتع الحزب المنتشر في أكثر من بلد بالحرية الكاملة في تحديد عدد أعضاء القطاعات التابعة له وذلك حسب ظروفه الخاصة. المسؤولة عن القطاع يجب أن تكون في نفس الوقت عضوا في لجنة الحزب المحلية، وفي حال عدم تمكنها من الجمع بين المسؤوليتين، عليها أن تحضر جلسات اللجنة المحلية دون أن يكون لها الحق بالتصويت إلا على المسائل المتعلقة بالقطاع النسائي، ويكون حضورها بصفة استشارية في المسائل الأخرى. بالإضافة إلى المهمات العامة والتي سيرد ذكرها يجب على القطاعات واللجان النسائية أن تملأ الوظائف التالية: ربط مختلف القطاعات الموجودة في منطقة معينة بالقطاع المركزي. عقد اجتماعات يتم التعرف من خلالها على نشاط القطاعات واللجان العاملة في منطقة معينة وبين القطاع المركزي. إيصال خط الحزب إلى المناطق والمقاطعات البعيدة. توزيع القوى العاملة في مجال التحريض. وضع قوى الحزب العاملة في صفوف النساء في حركة دائمة. عقد مؤتمرات منطقية للنساء الشيوعيات مرتين في العام على الأقل ومؤتمرات لممثلات القطاعات، على أن تكون نسبة التمثيل من عضو إلى عضوين عن كل قطاع. وأخيرا عقد اجتماعات للعاملات والفلاحات غير الحزبيات.

يضم كل قطاع منطقي (في الأقاليم البعيدة) من خمسة إلى سبعة أعضاء، ويتم تعيين أعضاء المكتب (السكرتاريا) من قبل هيئة الحزب المسؤولة في المنطقة، وبحضور مسؤولة القطاع التي يتم انتخابها كسائر أعضاء اللجنة المنطقية، في مؤتمر الحزب المنطقي.

أعضاء القطاعات واللجان ينتخبون في المؤتمر العام للمدينة أو المنطقة أو الإقليم، ويمكن أيضا أن يتم تعيينهم من قبل الهيئات الأعلى مباشرة، كأعضاء في لجان تابعة للجان الحزب الرئيسية. تضم اللجنة المركزية للعمل بين النساء من عضوين إلى خمسة أعضاء بينهن متفرغة واحدة على الأقل.

إن مهمات لجنة العمل النسائي المركزية والتي تنفصل عن مهمات القطاعات المنطقية والتي سيرد ذكرها هي التالية: تقديم التوجيهات إلى المحليات والأعضاء العاملين فيها. مراقبة عمل القطاعات. تزويد هيئات الحزب في المناطق برفيقات من العاملات في صفوف النساء. مراقبة ظروف وتطور العمل النسائي على ضوء التحولات الاقتصادية والقانونية وأثرها على وضع المرأة. السماح لممثلي السلطة بحضور اجتماعات اللجان الخاصة التي تدرس التحسنات التي تلحق بوضع الطبقة العاملة وبمنظمات حماية العمل والطفولة... وغيرها. إصدار نشرة مركزية وجرائد دورية ووضعها في متناول العاملات. عقد مؤتمر لممثلات جميع الأقاليم مرة في السنة على الأقل. تنظيم رحلات للدعاوة عبر البلاد. إرسال متمرسين في العمل النسائي إلى قطاعات المناطق. دفع العاملات للاشتراك في الحملات السياسية والمطلبية التي ينظمها الحزب. إقامة صلة دائمة مع الأمانة العامة العالمية للنساء الشيوعيات. وإقامة احتفال سنوي بيوم العاملة العالمي.

إذا لم تكن المسؤولة عن القطاع النسائي التابع للجنة المركزية عضوا في هذه اللجنة، فإن لها الحق بحضور جلساتها، والتصويت على المسائل المتعلقة بالقطاع، أما بالنسبة للمسائل الأخرى فإن حضورها يكون بصفة استشارية. ويمكن للمسؤولة عن القطاع النسائي المركزي أن تعين من قبل اللجنة المركزية أو أن تنتخب من قبل المؤتمر العام للحزب. ولا تصبح قرارات اللجان النسائية نافذة إلا بعد موافقة اللجان الحزبية الأعلى مباشرة.

7 - العمل على الصعيد العالمي

إن قيادة عمل الأحزاب الشيوعية في كل البلدان، وتوحيد القوى العمالية، وتحقيق المهمات الملقاة على عاتق الأممية الثالثة، وحشد نساء كل البلدان وكل الشعوب في النضال الثوري من أجل سلطة السوفيات وديكتاتورية الطبقة العاملة على الصعيد العالمي، هي مهمات الأمانة العامة العالمية للنساء الشيوعيات والعاملة إلى جانب الأممية الثالثة.

إن عدد أعضاء اللجنة المركزية النسائية وعدد الأعضاء الدين يتمتعون بحق التصويت، يحدد من قبل اللجنة المركزية للحزب.

8 - قرار حول العلاقات بين النساء الشيوعيات في العالم وبين الأمانة العامة النسائية للأممية الشيوعية

(أقر في جلسة 12 حزيران بعد تقرير الرفيقة كولونتاي وتعديل الرفيقة زيتكين).

انطلاقا من توجيهات الأممية الثالثة يقترح المؤتمر العالمي الثاني للنساء الشيوعيات على الأحزاب الشيوعية في بلدان الشرق والغرب أن تنتخب بواسطة قطاعاتها النسائية المركزية مراسلات عالميات. إن دور مراسلة الحزب الشيوعي كما تعينه توجيهات الأممية الثالثة، هو إقامة علاقات منتظمة مع المراسلات العالميات للأحزاب الأخرى ومع الأمانة العامة العالمية النسائية في موسكو التي هي جهاز عمل اللجنة التنفيذية للأممية الثالثة. وعلى الأحزاب الشيوعية أن تزود المراسلات بكل الوسائل التكنيكية، وبكل الإمكانيات التي تسهل الاتصال فيما بينهن ومع الأمانة العامة في موسكو.

تجتمع المراسلات العالميات مرة كل ستة أشهر لكي تتبادل الآراء مع ممثلي الأمانة العامة العالمية للنساء. وتستطيع الأمانة العامة أن تدعو لعقد اجتماع المراسلات تبعا للضرورة وفي أي وقت كان.

وتقوم الأمانة العامة وبموافقة اللجنة التنفيذية وبالمشاركة الكاملة للمراسلات العالميات بتنفيذ المهمات التي حددتها توجيهات الأممية. وعليها بشكل خاص أن تناضل في كل بلد، قولا وفعلا، من أجل تنمية الحركة النسائية الشيوعية التي لا تزال ضعيفة، وأن تحدد اتجاها واحدا لسير هذه الحركة في بلدان الشرق والغرب، وأن تثير وتقود النشاطات الوطنية والعالمية التي من شأنها أن تقوي وتوسع النضال الثوري للبروليتاريا.

وعلى الأمانة العامة في موسكو أن تقيم جهازا مساعدا لها في أوروبا الغربية، بهدف إيجاد ارتباط أكثر وثوقا وانتظاما مع الحركات الشيوعية النسائية في كل البلدان. وستكون وظيفة هذا الجهاز القيام بالأعمال التحضيرية والمكملة لعمل الأمانة العامة أي أنه سيكون جهازا تنفيذيا صرفا وليس له الحق في تقرير ما يكون، فهو مرتبط بتوجيهات ومقررات الأمانة العامة في موسكو، وباللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية. وينبغي أن تقوم ممثلة واحدة على الأقل للأمانة العامة بمساعدة الجهاز المساعد والعامل في أوربا الغربية.

إذا ابتعد نشاط الأمانة العامة عن توجيهات الأممية تتدخل اللجنة التنفيذية للتصحيح من خلال علاقتها بهذه الأمانة، ويحدث الشيء نفسه بالنسبة لتركيب وشكل عمل الجهاز المساعد.

9 - قرار حول أشكال وأساليب العمل الشيوعي بين النساء

(أقر في جلسة 13 حزيران بعد تقرير الرفيقة كولونتاي)

إن المؤتمر العالمي الثاني للنساء الشيوعيات والمنعقد في موسكو يعلن:

إن انهيار الاقتصاد الرأسمالي والنظام البورجوازي المرتكز على هذا الاقتصاد، وبالمقابل تقدم الثورة العالمية، تجعل من النضال الثوري من أجل الاستيلاء على السلطة السياسية وتحقيق ديكتاتورية البروليتاريا، ضرورة حيوية أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، بالنسبة لبروليتاريا البلدان التي لا يزال يسود فيها هذا النظام، كما أنها تجعل من هذا النضال، واجبا لا يمكن تحقيقه إلا بالمشاركة الواعية والجريئة والمخلصة للجماهير النسائية.

في البلدان التي تمكنت فيها البروليتاريا من الاستيلاء على جهاز الدولة وإقامة ديكتاتوريتها على شكل السوفياتات، كما في روسيا وأوكرانيا، لا يمكن للبروليتاريا أن تباشر في توطيد مواقعها ضد الثورة المضادة في الداخل والخارج، وأن تشرع في بناء الشيوعية، طالما أن الجماهير النسائية لم تع بشكل واضح وثابت، أن الدفاع عن النظام الجديد هو في صميم مهماتها أيضا.

ومن هنا فإن المؤتمر العالمي الثاني للنساء الشيوعيات انسجاما منه مع مبادئ ومقررات الأممية الثالثة، يقترح على الأحزاب الشيوعية في كل البلدان أن تتبنى مهمة إيقاظ الجماهير النسائية، وتوحيدها وتثقيفها بروح الشيوعية، وأن تضمها إلى صفوف الأحزاب الشيوعية، وأن تشحذ بثبات وعزم إرادة هذه الجماهير على العمل والنضال.

ولبلوغ هذا الهدف على الأحزاب المنتمية إلى الأممية الثالثة أن تشكل إلى جانب جميع أجهزتها ومؤسساتها الدنيا منها والعليا، أن تشكل قطاعات نسائية يقودها أحد أعضاء قيادة الحزب، وذلك بهدف تحريض وتنظيم وتوعية جماهير العاملات اللواتي سيكون لهن ممثلات في كل الهيئات القيادية للحزب.

القطاعات النسائية لا تشكل تنظيمات مستقلة، فهي ليست إلا أجهزة عمل مهمتها تحريك العاملات وتوعيتهن بهدف الاستيلاء على السلطة السياسية وبناء الشيوعية، وهذه القطاعات تعمل في كل المجالات وفي كل الأوقات، تحت إشراف الحزب، ولكنها تتمتع بحرية الحركة الضرورية لإنشاء مؤسساتها التي تراعي الخصائص المميزة للمرأة ووضعها الخاص الذي لا يزال قائما في المجتمع والأسرة.

على الأجهزة النسائية أن تعي دائما وفي كل نشاطاتها الغاية من وراء تحقيق مهمتها المزدوجة التالية:

1 - حشد المزيد من الجماهير النسائية الأكثر وعيا والأكثر تصميما على المشاركة في نضال الطبقة الثورية وفي نضال كل المضطهدين والمستغلين ضد الرأسمالية ومن أجل الشيوعية.

2 - بعد انتصار الثورة البروليتارية، ينبغي جر الجماهير النسائية للمشاركة ببطولة ووعي في بناء الشيوعية. وعلى الأجهزة النسائية في الأحزاب الشيوعية أن تأخذ بعين الاعتبار أن وسائل التحريض والتوعية ليست في الكتابات والأحاديث بل في إتباع الوسائل التالية: إشراك النساء الشيوعيات في كل مجالات نشاط الأحزاب الشيوعية، وإشراك العاملات في كل أعمال ونضالات البروليتاريا الثورية من إضرابات وتظاهرات وعصيانات وانتفاضات مسلحة.


أرشيف أليكساندرا كولنتاي